فصل: الْإِسْلَامُ هُوَ الجِدَارُ الصُّلْبُ أَمَامَ سَيْطَرَةِ الْغَرْبِ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله (نسخة منقحة)



.3- أَمْثِلَةٌ أُخْرَى مِنَ الحَبَشَةِ:

وَمِنَ الحَبَشَةِ أَمْثِلَةٌ أُخْرَى:
استولت الحبشة على إرتيريا المسلمة بتأييد من فرنسا وإنكلترا.. فماذا فعلت فيها؟!
صادرت معظم أراضيها، وأسلمتها لإقطاعيين من الحبشة، كان الإقطاعي والكاهن مخولين بقتل أي مسلم دون الرجوع إلى السلطة، فكان الإقطاعي أو الكاهن يشنق فلاحيه أو يعذبهم في الوقت الذي يريد.
فُتحت للفلاحين المسلمين سجون جماعية رهيبة، يجلد فيها الفلاحون بسياطٍ تزن أكثر من عشر كيلو غرامات، وبعد إنزال أفظع أنواع العذاب بهم كانوا يلقون في زنزانات بعد أن تربط أيديهم بأرجلهم، ويتركون هكذا لعشر سنين أو أكثر، عندما كانوا يخرجون من السجون كانوا لا يستطيعون الوقوف، لأن ظهورهم قد أخذت شكل القوس.
كل ذلك كان قبل استلام هيلاسيلاسي السلطة في الحبشة، فلما أصبح إمبراطور الحبشة وضع خطة لإنهاء المسلمين خلال خمسة عشر عَامًا، وتباهى بخطته هذه أمام الكونغرس الأمريكي.
سن تشريعات لإذلال المسلمين منها أن عليهم أن يركعوا لموظفي الدولة وإلا يقتلوا.
أمر أن تستباح دماؤهم لأقل سبب، فقد وُجِدَ شُرْطِيٌّ قَتِيلاً قرب قرية مسلمة، فأرسلت الحكومة كتيبة كاملة قتلت أهل القرية كلهم وأحرقتهم مع قريتهم، ثم تبين أن القاتل هو صديق المقتول، الذي اعتدى على زوجته.
حاول أحد العلماء واسمه الشيخ عبد القادر أن يثور على هذه الإبادة فجمع الرجال، واختفى في الغابات، فجمعت الحكومة أطفالهم ونساءهم وشيوخهم في أكواخٍ من الحشيش والقصب، وسكبت عليهم البنزين وأحرقتهم جَمِيعًا.
ومن قبضت عليه من الثوار كانت تعذبه عَذَابًا رَهِيبًا قبل قتله، من ذلك إطفاء السجائر في عينيه وأذنيه، وهتك عرض بناته وزوجته وأخواته أمام عينيه، ودق خصيتيه بأعقاب البنادق.. وجره على الأسلاك الشائكة حتى يتفتت، وإلقاؤه جريحًا قبل أن يموت لتأكله الحيوانات الجارحة، بعد أن تربطه بالسلاسل حتى لا يقاوم.
أصدر هيلاسيلاسى أَمْرًا بإغلاق مدارس المسلمين وأمر بفتح مدارس مسيحية وأجبر المسلمين على إدخال أبنائهم فيها ليصبحوا مسيحيين.
عَيَّنَ حُكَّامًا فجرة على مقاطعات إرتريا منهم واحد عَيَّنَهُ على مقاطعة جَمَّة، ابتدأ عمله بأن أصدر أَمْرًا أن لا يقطف الفلاحون ثمار أراضيهم إلا بعد موافقته، وكان لا يسمح بقطافها إلا بعد أن تتلف، وأخيرًا صادر 90% من الأراضي، أخذ هو نصفها وأعطى الإمبراطور نصفها. ونهب جميع ممتلكات الفلاحين المسلمين.
أمرهم أن يبنوا كنيسة كبرى في الإقليم فبنوها.. ثم أمرهم أن يعمروا كنسية عند مدخل كل قرية أو بلدة ولم يكتف بذلك بل بنى دُورًا للعاهرات حول المساجد ومعها الحانات التي كان يسكر فيها الجنود، ثم يدخلون إلى المساجد ليبولوا بها ويتغوطوا، وليراقصوا العاهرات فيها وهم سكارى.
كما فرض على الفلاحين أن يبيعوا أبقارهم لشركة (أنكودا) اليهودية.
كافأه الإمبراطور على أعماله هذه بأن عَيَّنَهُ وزيرًا للداخلية.
كانت حكومة الإمبراطور تلاحق كل مثقف مسلم. لتزجه في السجن حتى الموت، أو تجبره على مغادرة البلاد حتى يبقى شعب إرتريا المسلم مُسْتَعْبَدًا جَاهِلاً. وغير ذلك كثير.
والأمثلة من كل مكان من العالم الإسلامي، يكاد الصدر يتفجر ضيقًا من تذكرها.
لكنها بداية الخلاص إن شاء الله.. إنها سياط اليقظة التي سَتُذْهِبُ نوم القرون، وَتُخْرِجَ من تحت الأرض سكان القبور.
وما ذلك على الله بعزيز.
نتساءل أَخِيرًا:
هل مواقف الغرب وأتباعه التي رأيناها هي مواقف عاطفية استثنائية؟!
لا... إنها مواقف مقررة مُسْبَقًا في فكر الغرب وعقول قَادَتِهِ.. يمارسها الغربيون وأتباعهم عن تصميم واقتناع كامل، وبإرادة واعية تَمَامًا... وَعَنْ عَمْدٍ.
ولماذا ذلك كله؟!
هَذَا مَا سَنُبَيِّنُهُ بوضوح في هذه الدراسة التي سَنُبَيِّنُهَا على أقوال قادة الغرب فقط.. دون أن نُدْخِلَ فيها أي اجتهاد أو استنتاج لتسهل الحجة، ويظهر الحق، ويستنير طريق المضللين الذين يمارسون بأيديهم إبادة مقومات القوة في أممهم ليسهلوا على العدو الكبير المتربص اِلْتِهَامَهَا.
وما أفظعها من مهمة يمارسها العملاء.. حين يدمرون أممهم، ثم يدفعونها في فم الغول الاستعماري البشع... لِيَلْتَهِمَهَا... فيا رب متى ينتبهون؟!

.مَوْقِفُ الغَرْبِ مِنَ الإِسْلاَمِ:

.الحُرُوبُ الصَّلِيبِيَّةُ مُسْتَمِرَّةٌ:

يبني الغرب علاقاته معنا على أساس أن الحروب الصليبية لا تزال مستمرة بيننا وبينه:

.1- السِِّيَاسَةُ الْأَمَرِيكِيَّةُ تُخَطِّطُ عَلَى أَسَاسِ أَنَّ الْحُرُوبَ الصَّلِيبِيَّةَ مُسْتَمِرَّةٌ:

فَسِيَاسَةُ أَمَرِيكَا مَعَنَا تُخَطِّطُ عَلَى هَذَا الأَسَاسِ:
يقول أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية ومساعد وزير الخارجية الأمريكية، ومستشار الرئيس جونسون لشئون الشرق الأوسط حتى عام 1967م يقول:
(يَجِبُ أَنْ نُدْرِكَ أَنَّ الخِلاَفَاتِ القَائِمَةِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الشُّعُوبِ العَرَبِيَّةِ لَيْسَتْ خِلاَفَاتٌ بَيْنَ دُوَلٍ أَوْ شُعُوبٍ، بَلْ هِيَ خِلاَفَاتٌ بَيْنَ الحَضَارَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ وَالحَضَارَةِ المَسِيحِيَّةِ). لقد كان الصراع مُحْتَدِمًا ما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى، وهو مستمر حتى هذه اللحظة، بصور مختلفة. ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب، وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي.
(إِنَّ الظُّرُوفَ التَّارِيخِيَّةَ تُؤَكِّدُ أَنَّ أَمِرِيكَا إِنَّمَا هِيَ جُزْءٌ مُكَمِّلٌ لِلْعَالَمِ الغَرْبِيِّ، فَلْسَفَتُهُ، وَعَقِيدَتُهُ، وَنِظَامُهُ، وَذَلِكَ يَجْعَلُهَا تَقِفُ مُعَادِيَةً لِلْعَالَمِ الشَّرْقِيِّ الإِسْلاَمِيِّ، بِفَلْسَفَتِهِ وَعَقِيدَتِهِ المُتَمَثِّلَةِ بِالدِّينِ الإِسْلاَمِيِّ، وَلاَ تَسْتَطِيعُ أَمِرِيكَا إِلاَّ أَنْ تَقِفَ هَذَا المَوْقِفَ فِي الصَفِّ المُعَادِي لِلإِسْلاَمِ وَإِلَى جَانِبِ العَالَمِ الغَرْبِيِّ وَالدَّوْلَةِ الصُّهْيُونِيَّةِ، لأَنَّهَا إِنْ فَعَلَتْ عَكْسَ ذَلِكَ فَإِنَّهَا تَتَنَكَّرُ لِلُغَتِهَا وَفَلْسَفَتِهَا وَثَقَافَتِهَا وَمُؤَسَّسَاتِهَا). إن روستو يحدد أن هدف الاستعمار في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، وأن قيام إسرائيل، هو جزء من هذا المخطط، وأن ذلك ليس إلا استمرارًا للحروب الصليبية.

.2- قَائِدُ الحَرْبِ الصَّلِيبِيَّةِ الثَّامِنَةِ هُوَ اللَّنْبِي:

وَالحَرْبُ الصَّلِيبِيَّةُ الثَّامِنَةُ قَادَهَا اللَّنْبِي:
يقول باترسون سمث في كتابه (حياة المسيح الشعبية): (بَاءَتْ الحُرُوبُ الصَّلِيبِيَّةُ بِالفَشَلِ، لَكِنَّ حَادِثًا خَطِيرًا وَقَعَ بَعْدَ ذَلِكَ، حِينَمَا بَعَثَتْ إِنْكْلِتْرَا بِحَمْلَتِهَا الصَّلِيبِيَّةُ الثَّامِنَةِ، فَفَازَتْ هَذِهِ المَرَّةَ، إِنَّ حَمْلَةَ اللَّنْبِي عَلَى القُدْسِ أَثْنَاءَ الحَرْبِ العَالَمِيَّةِ الأُولَى هِيَ الحَمْلَةُ الصَّلِيبِيَّةُ الثَّامِنَةُ، وَالأَخِيرَةُ.
لذلك نشرت الصحف البريطانية صور اللَّنْبِي وكتبت تحتها عبارته المشهورة التي قالها عندما فتح القدس: اليَوْمَ اِنْتَهَتْ الحُرُوبُ الصَّلِيبِيَّةُ).
ونشرت هذه الصحف خَبَرًا آخَرَ يُبَيِّنُ أن هذا الموقف ليس موقف اللَّنْبِي وحده بل موقف السياسة الإنكليزية كلها، قالت الصحف:
(هَنَّأَ لُوِيدْ جُورْجْ وَزِيرُ الخَارِجِيَّةِ البْرِيطَانِي الجِنِرَالَ اللَّنْبِي فِي البَرْلَمَانِ البْرِيطَانِي، لإِحْرَازِهِ النَّصْرَ فِي آخِرِ حَمْلَةٍ مِنَ الحُرُوبِ الصَّلِيبِيَّةُ، التِي سَمَّاهَا لُوِيدْ جُورْجْ الحَرْبَ الصَّلِيبِيَّةُ الثَّامِنَةُ).

.3- بَيَانُ صَلِيبِيَّةِ الفِرَنْسِيِّينَ:

وَالفِرَنْسِيُّونَ أَيْضًا صَلِيبِيُّونَ:
فالجنرال غورو عندما تغلب على جيش مَيْسَلُونْ خارج دمشق توجه فَوْرًا إلى قبر صلاح الدين الأيوبي عند الجامع الأموي، وركله بقدمه وقال له: (هَا قَدْ عُدْنَا يَا صَلاَحَ الدِّينِ).
ويؤكد صليبية الفرنسيين ما قاله مسيو بينو وزير خارجية فرنسا عندما زاره بعض البرلمانيين الفرنسيين وطلبوا منه وضع حد للمعركة الدائرة في مراكش أجابهم: (إِنَّهَا مَعْرَكَةٌ بَيْنَ الهِلاَلِ وَالصَّلِيبِ).

.4- مَا قَالَهُ الصَّلِيِبِيُّونَ بَعْدَ سُقُوطِ القُدْسِ:

وَقَالُوا عَامَ 1967م بَعْدَ سُقُوطِ القُدْسِ:
قال راندولف تشرشل: (لَقَدْ كَانَ إِخْرَاجُ القُدْسِ مِنْ سَيْطَرَةِ الإِسْلاَمِ حُلْمَ المَسِيحِيِّينَ وَاليَهُودَ عَلَى السَّوَاءِ، إِنَّ سُرُورَ المَسِيحِيِّينَ لاَ يَقِلُّ عَنْ سُرُورِ اليَهُودِ. إِنَّ القُدْسَ قَدْ خَرَجَتْ مِنْ أَيْدِي المُسْلِمِينَ، وَقَدْ أَصْدَرَ الكْنِيسِتْ اليَهُودِي ثَلاَثَةَ قَرَارَاتٍ بِضَمِّهَا إِلَى القُدْسِ اليَهُودِيَّةِ وَلَنْ تَعُودَ إِلَى المُسْلِمِينَ فِي أَيَّةِ مُفَاوَضَاتٍ مُقْبِلَةٍ مَا بَيْنَ المُسْلِمِينَ وَاليَهُودِ).

.5- مَوْقِفُ الصَّهَايِنَةِ بَعْدَ دُخُولِ الْقُوَّاتِ الِإِسْرَائِيلِيَّةِ الْقُدْسَ:

وَالصَّهَايِنَةِ أَيْضًا:
عندما دخلت قوات إسرائيل القدس عام 1967 تجمهر الجنود حول حائط المبكى، وأخذوا يهتفون مع موشى دايان: (هَذَا يَوْمٌ بِيَوْمِ خَيْبَرَ... يَا لِثَارَاتِ خَيْبَرَ).
وتابعوا هتافهم: (حُطُّوا المِشْمِشْ عَ التُفَّاحْ، دِينُ مُحَمَّدْ وَلَّى وَرَاحْ...).
وهتفوا أَيْضًا: (مُحَمَّدْ مَاتْ.. خَلِّفْ بَنَاتْ...).
كل ذلك دعا الشاعر محمد الفيتوري إلى تنظيم قصيدته الرائعة مُخَاطِبًا نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يَا سَيِّدِي.
عَلَيْكَ أَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ.
مِنْ أُمَّةٍ مُضَاعَةٍ.
تَقْذِفُهَا حَضَارَةُ الخَرَابِ وَالظَّلاَمِ.
يَا سَيِّدِي... مُنْذُ رَدَمْنَا البَحْرَ بِالسُّدُودِ.
وَانْتَصَبَتْ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ الحُدُودُ.
مِتْنَا.
وَدَاسَتْ فَوْقَنَا مَاشِيَةُ اليَهُودِ.

.6- اسْتِغْلَالُ إِسْرَائِيلَ صَلِيبِيَّةَ الغَرْبِ:

وَاسْتَغَلَّتْ إِسْرَائِيلُ صَلِيبِيَّةَ الغَرْبِ:
خرج أعوانها بمظاهرات قبل حرب الـ 1967 تحمل لافتات في باريس، سار تحت هذه اللافتات جان بول سارتر، كتبت على هذه اللافتات، وعلى جميع صناديق التبرعات لإسرائيل جملة واحدة من كلمتين، هما: (قَاتِلُوا المُسْلِمِينَ).
فالتهب الحماس الصليبي الغربي، وتبرع الفرنسيون بألف مليون فرنك خلال أربعة أيام فقط... كما طبعت إسرائيل بطاقات معايدات كتبت عليها (هَزِيمَةُ الهِلاَلِ). بيعت بالملايين... لتقوية الصهاينة الذين يواصلون رسالة الصليبية الأوروبية في المنطقة، وهي محاربة الإسلام وتدمير المسلمين.

.لِمَاذَا يَشِنُّ الْغَرْبُ حَرْبًا صَلِيبِيَّةً عَلَى الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ؟:

.الْإِسْلَامُ هُوَ الجِدَارُ الصُّلْبُ أَمَامَ سَيْطَرَةِ الْغَرْبِ:

نتساءل هنا:
هل يشن الغرب حَرْبًا صَلِيبِيَّةً على العالم الإسلامي استجابةً لظروف تاريخية التحم فيها الإسلام مع المسيحية، وانتزع من المسيحية أممها وعواصمها؟
أم أن هناك عوامل أخرى تدفع الغرب إلى شن حروبه الصليبية ضد عالم الإسلام؟
يبدو من تصريحات قادة الغرب أنهم يشنون الحرب على الإسلام لعوامل أخرى.
إنهم يرونه الجدار الصلب الذي يقف في وجه سيطرتهم على العالم واستغلالهم له:
1- فهم يرونه الجدار الوحيد أمام الاستعمار:
يقول لورنس براون: (إِنَّ الإِسْلاَمَ هُوَ الجِدَارُ الوَحِيدُ فِي وَجْهِ الاِسْتِعْمَارِ الأُورُوبِيِّ).
ويقول غلادستون رئيس وزراء بريطانيا سابقاً:
(مَا دَامَ هَذَا القُرْآنُ مَوْجُودًا فِي أَيْدِي المُسْلِمِينَ فَلَنْ تَسْتَطِيعَ أُورُوبَةُ السَّيْطَرَةَ عَلَى الشَّرْقِ).
ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سَنَةٍ على استعمار الجزائر:
(إِنَّنَا لَنْ نَنْتَصِرَ عَلَى الجَزَائِرِيِّينَ مَا دَامُوا يَقْرَءُونَ القُرْآنَ، وَيَتَكَلَّمُونَ العَرَبِيَّةَ، فَيَجِبُ أَنْ نُزِيلَ القُرْآنَ العَرَبِيَّ مِنْ وُجُودِهِمْ، وَنَقْتَلِعَ اللِّسَانَ العَرَبِيَّ مِنْ أَلْسِنَتِهِمْ).
2- ويرون أن الإسلام هو الجدار الذي يقف في وجه انتشار النفوذ الشيوعي:
في افتتاحية عدد 22 أيار عام 1952من جريدة (كيزيل أوزباخستان) الجريدة اليومية للحزب الشيوعي الأوزباخستاني ذكر المحرر ما يلي:
(مِنَ المُسْتَحِيلِ تَثْبِيتَ الشُيُوعِيَّةَ قَبْلَ سَحْقِ الإِسْلاَمِ نِهَائِيًّا).
3- ويرون أنه الجدار الذي يَحُولُ دُونَ انتشار المسيحية:
يقول أحد المبشرين:
(إِنَّ القُوَّةَ الكَامِنَةَ فِي الإِسْلاَمِ هِي التِي وَقَفَتْ سُدًّا مَنِيعًا فِي وَجْهِ اِنْتِشَارِ المَسِيحِيَّةِ، وَهِيَ التِي أَخْضَعَتِ البِلاَدَ التِي كَانَتْ خَاضِعَةً لِلْنَّصْرَانِيَّةِ).
ويقول أشعياء بومان في مقالة نشرها في مجلة (العالم الإسلامي) التبشيرية:
(لَمْ يُتَّفَقْ قَطُّ أَنَّ شَعْبًا مَسِيحِيًّا دَخَلَ فِي الإِسْلاَمِ ثُمَّ عَادَ نَصْرَانِيًّا).
4- ويرون أن الإسلام هو الخطر الوحيد أمام استقرار الصهيونية وإسرائيل:
يقول بن غوريون، رئيس وزراء إسرائيل سَابِقًا:
(إِنَّ أَخْشَى مَا نَخْشَاهُ أَنْ يَظْهَرَ فِي العَالَمِ العَرَبِيِّ مُحَمَّدٌ جَدِيدٌ).
وَحَدَّثَ ضابط عربي كبير وقع أسيرًا في أيدي اليهود عام 1948 أن قائد الجيش اليهودي دعاه إلى مكتبه قبيل إطلاق سراحه، وتلطف معه في الحديث.
سأله الضابط المصري: (هَلْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْأَلَ لِمَاذَا لَمْ تُهَاجِمُوا قَرْيَةَ صُورْ بَاهِرْ؟).
وصور باهر قرية قريبة من القدس.
أطرق القائد الإسرائيلي إطراقة طويلة ثم قال: (أُجِيبُكَ بِصَرَاحَةٍ، إِنَّنَا لَمْ نُهَاجِمْ صُورْ بَاهِرْ لأَنَّ فِيهَا قُوَّةً كَبِيرَةً مِنَ المُتَطَوِّعِينَ المُسْلِمِينَ المُتَعَصِّبِينَ).
دهش الضابط المصري، وسأل فَوْرًا: (وَمَاذَا فِي ذَلِكَ، لَقَدْ هَجَمْتُمْ عَلَى مَوَاقِعَ أُخْرَى فِيهَا قُوَّاتٌ أَكْثَرَ.. وَفِي ظُرُوفٍ أَصْعَبَ؟!).
أجابه القائد الإٍسرائيلي: (إِنَّ مَا تَقُولُهُ صَحِيحٌ، لَكِنَّنَا وَجَدْنَا أَنَّ هَؤُلاَءِ المُتَطَوِّعِينَ مِنَ المُسْلِمِينَ المُتَعَصِّبِينَ يَخْتَلِفُونَ عَنْ غَيْرِهِمْ مِنَ المُقَاتِلِينَ النِّظَامِيِّينَ، يَخْتَلِفُونَ تَمَامًا، فَالقِتَالُ عِنْدَهُمْ لَيْسَ وَظِيفَةً يُمَارِسُونَهَا وِفْقَ الأَوَامِرِ الصَّادِرَةِ إِلَيْهِمْ، بَلْ هُوَ هِوَايَةٌ يَنْدَفِعُونَ إِلَيْهَا بِحَمَاسٍ وَشَغَفٍ جُنُونِيٍّ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ يُشْبِهُونَ جُنُودَنَا الذِينَ يُقَاتِلُونَ عَنْ عَقِيدَةٍ رَاسِخَةٍ لِحِمَايَةِ إِسْرَائِيلَ.
ولكن هناك فارقًا عظيمًا بَيْنَ جُنُودِنَا وَهَؤُلاَءِ المُتَطَوِّعِينَ المُسْلِمِينَ. إِنَّ جُنُودَنَا يُقَاتِلُونَ لِتَأْسِيسِ وَطَنٍ يَعِيشُونَ فِيهِ، أَمَّا الجُنُودُ المُتَطَوِّعُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ فَهُمْ يُقَاتِلُونَ لِيَمُوتُوا، إِنَّهُمْ يَطْلُبُونَ المَوْتَ بِشَغَفٍ أَقْرَبَ إِلَى الجُنُونِ، وَيَنْدَفِعُونَ إِلَيْهِ كَأَنَّهُمْ الشَّيَاطِينُ، إِنَّ الهُجُومَ عَلَى أَمْثَالِ هَؤُلاَءِ مُخَاطَرَةٌ كَبِيرَةٌ، يُشْبِهُ الهُجُومَ عَلَى غَابَةٍ مَمْلُوءَةٍ بِالوُحُوشِ، وَنَحْنُ لاَ نُحِبُّ مِثْلَ هَذِهِ المُغَامَرَةِ المُخِيفَةِ، ثُمَّ إِنَّ الهُجُومَ عَلَيْهِمْ قَدْ يُثِيرُ عَلَيْنَا المَنَاطِقَ الأُخْرَى فَيَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِمْ، فَيُفْسِدُوا عَلَيْنَا كُلَّ شَيْءٍ، وَيَتَحَقَّقُ لَهُمْ مَا يُرِيدُونَ).
دهش الضابط المصري لإجابة القائد الإسرائيلي، لكنه تابع سؤاله ليعرف منه السبب الحقيقي الذي يخيف اليهود من هؤلاء المتطوعين المسلمين.
قال له: (قُلْ لِي بِرَأْيِكَ الصَّرِيحِ، مَا الذِي أَصَابَ هَؤُلاَءِ حَتَّى أَحَبُّوا المَوْتَ، وَتَحَوَّلُوا إِلَى قُوَّةٍ مَارِدَةٍ تَتَحَدَّى كُلَّ شَيْءٍ مَعْقُولٍ؟!).
أجابه الإسرائيلي بعفوية: (إِنَّهُ الدِّينُ الإِسْلاَمِيُّ يَا سِيَادَةَ الضَّابِطِ). ثم تلعثم، وحاول أن يخفي إجابته، فقال: (إِنَّ هَؤُلاَءِ لَمْ تُتَحْ لَهُمْ الفُرْصَةَ كَمَا أُتِيحَتْ لَكَ، كَيْ يَدْرُسُوا الأُمُورَ دِرَاسَةً وَاعِيَةً تَفْتَحُ عُيُونَهُمْ عَلَى حَقَائِقَ الحَيَاةِ، وَتُحَرِّرَهُمْ مِنَ الخُرَافَةِ وَشَعْوَذَاتِ المُتَاجِرِينَ بِالدِّينِ، إِنَّهُمْ لاَ يَزَالُونَ ضَحَايَا تُعَسَاءَ لِوَعْدِ الإِسْلاَمِ لَهُمْ بِالجَنَّةِ التِي تَنْتَظِرَهُمْ بَعْدَ المَوْتِ).
وتابع مسترسلاً: (إِنَّ هَؤُلاَءِ المُتَعَصِّبِينَ مِنَ المُسْلِمِينَ هُمْ عُقْدَةُ العُقَدِ فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ الذِي يَجِبُ أَنْ نَتَعَاوَنَ عَلَيْهِ وَهُمْ الخَطَرُ الكَبِيرُ عَلَى كُلِّ جُهْدٍ يُبْذَلُ لإِقَامَةِ عَلاَقَاتٍ سَلِيمَةٍ وَاعِيَةٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ).
وتابع مستدركًا، وكأنه يستفز الضابط المصري ضد هؤلاء المسلمين: (تَصَوَّرْ يَا سَيِّدِي أَنَّ خَطَرَ هَؤُلاَءِ لَيْسَ مُقْتَصِرًا عَلَيْنَا وَحْدَنَا، بَلْ هُوَ خَطَرٌ عَلَيْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا. إِذْ إِنَّ أَوْضَاعَ بِلاَدَكُمْ لَنْ تَسْتَقِرَّ حَتَّى يَزُولَ هَؤُلاَءِ، وَتَنْقَطِعَ صَرْخَاتُهُمْ المُنَادِيَةِ بِالجِهَادِ وَالاِسْتِشْهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، هَذَا المَنْطِقُ الذِي يُخَالِفُ رُقِيَّ القَرْنِ العِشْرِينَ، قَرْنَ العِلْمِ وَهَيْئَةَ الأُمَمِ وَالرَّأْيَ العَامَّ العَالَمِيَّ، وَحُقُوقَ الإِنْسَانِ).
واختتم القائد الإسرائيلي حديثه بقوله:
(يَا سِيَادَةَ الضَّابِطِ، أَنَا سَعِيدٌ بِلِقَائِكَ، وَسَعِيدٌ بِهَذَا الحَدِيثِ الصَّرِيحِ مَعَكَ، وَأَتَمَنَّى أَنْ نَلْتَقِي لِقَاءً قَادِمًا، لِنَتَعَاوَنَ فِي جَوٍّ أَخَوِيٍّ لاَ يُعَكِّرُهُ عَلَيْنَا المُتَعَصِّبُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ المَهْوُوسِينَ بِالجِهَادِ وَحُبِّ الاِسْتِشْهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ).